كرة القدم

 كرة القدم من أكثر الالعاب الرياضية انتشارا في العالم . يعتبر كأس العالم لكرة القدم أكبر محفل دولي في مجال هذه اللعبة الرياضية و يطمح كل بلد في العالم في الحصول عليه.

كرة القدم رياضة يتبارى فيها فريقان في ملعب ذو أرضية مزروعة على جانبيه مرميان ، و الفكرة في كرة القدم هي محاولة إيداع الكرة في مرمى الخصم ؛ و ذلك باستخدام الأرجل و الرأس غالبا ، حيث لا يسمح باستخدام اليدين إلا لحارس المرمى . يتكون كل فريق من 11 لاعبا ، يتواجد أثناء المباريات الرسمية حكم ساحة و مساعدين اثنين له على جوانب الملعب.

كرة القدم تلعب على مستوى احترافي في كل أنحاء العالم ، و الآلاف من عشاقها يذهبون إلى الملاعب لتشجيع فرقهم المفضلة ، بينما الملايين من الناس يشاهدون هذه الرياضة على التلفاز . عدد كبير جدا من الناس أيضا يمارسون رياضة كرة القدم بمستويات أقل احترافا . يذكر أن المباراة النهائية لكأس العالم لكرة القدم 2002 شاهدها أكثر من مليار و ثلاث مئة مليون شخص حول العالم وهو ما يقارب نسبة 28% تقريبا من سكان الكرة الأرضية.

يحكم كرة القدم الاتحاد الدولي لكرة القدم -الفيفا- و الذي يقوم بتنظيم هذه اللعبة وقوانينها حول العالم . وفقا للإحصائيات التي أعلنتها الفيفا FIFA في ربيع عام 2001 ، فإن أكثر من 240 مليون شخص يلعبون كرة القدم بانتظام في أكثر من 200 بلدة في كل أنحاء العالم[1].

تقام العديد من بطولات كرة القدم أهمها على الاطلاق بطولة كأس العالم والتي تقام كل أربع سنوات ثم كأس الأمم الأوربية ودوري أبطال أوروبا وهناك أيضا بطولة الأمم الافريقية وبطولة الأمم الأسيوية وكوبا أمريكا وكأس العالم للشباب و غيرها.


يبلغ متوسط طول الملعب الذي تجري فوق أرضيته مباراة كرة القدم ما يُقارب 100 متر، بينما يبلغ متوسط عرضه 60 متراً، إلا أن هذا الأمر يختلف وفقاً لقوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA)؛ حيث قام الاتحاد بوضع أبعاد رسمية لحجم ملاعب كرة القدم وخاصةً تلك التي تُقام فوقها المباريات الرسمية الخاصة باللعبة حيث يجب أن لا يقل الحد الأدنى لطول الملعب عن 90 متر وأن لا يزيد عن 120 متر، وأن لا يقل عرضه عن 45 متر ولا يزيد عن 90 كحد أقصى، وعادة فإن الملاعب الشهيرة الخاصة بكرة القدم حول العالم تكون أبعادها 105*68م كملعب الكامب نو والأولد ترافورد وغيرها.[٣] يتكون الملعب من عدة أجزاء كالجزء الذي يُعرف بمنطقة الهدف ومنطقة الجزاء، فتُعرف منطقة الهدف بأنها عبارة عن منطقة تتخذ شكل المربع وتوجد داخل منطقة الجزاء وهي المنطقة التي توجد أمام مرمى الفريق، وتبعاً لقواعد الفيفا فإن هذه المنطقة تكون بعرض 18.32م مُتضمنة مسافة المرمى نفسه وبُعد مقداره 5.5م عن الخط الخلفي للملعب، وتكون هذه المنطقة مُحتوه بالكامل في جزء يُعرف بمنطقة الجزاء التي تتضمن أيضاً علامة الجزاء، ويبلغ عمق منطقة الجزاء في منطقة الفريق 16.5م في حين يبلغ إجمالي مساحة عرضها 40.32م بما فيها منطقة الهدف، أما علامة الجزاء فهي مرسومة ضمن منطقة الجزاء وتحديداً على بعد 11 متر من خط المرمى.

تُلعب مباراة كرة القدم من خلال فريقين يتكون كل منهما وبحد أقصى من أحد عشر لاعباً بما فيهم حارس المرمى، وبحد أدنى من سبعة لاعبين؛ حيث إن وصول أحد الفريقين إلى أقل من هذا العدد قد يؤدي إلى إلغاء المباراة، وذلك تبعاً لكيفية حدوث هذا النقص في اللاعبين، وفي حال أُقيمت المباراة وفق قوانين يجب فيها تسمية لاعبي الفريقين، فإنه لا يُسمح بمُشاركة أحد من خارج العناصر التي تم تسميتها وإدراجها في لائحة اللعب، وتختلف عدد التبديلات المسموح بها للاعبي الفريقين تبعاً لاختلاف طبيعة المباراة، إذ يُسمح لكل فريق بتبديل خمسة من لاعبيه في بعض المسابقات، في حين يُسمح فقط بتبديل ثلاثة في مباريات الأندية الأولى أو مباريات المنتخبات، ويُسمح لبعض فئات الفرق بتبديل ستة أو اثنا عشر لاعباً، وفي هذا النوع من المباريات يجب أن يتفق كلا الفريقين على العدد المُراد تبديله ثم يتم إخبار حكم المباراة بذلك.

 يكون جميع لاعبي المباراة الأساسيين والاحتياط تحت سلطة حكم المباراة، وفي حال وجود تبديل من أحد الفريقين فإنه يجب إبلاغ الحكم بوجود تبديل مُنتظر ثم يُعطي الحكم الإذن بإجراء التبديل ليقوم اللاعب المُراد تبديله بالخروج من أرض الملعب، ثم يتم دخول اللاعب البديل ليُصبح أساسياً في المُباراة، ويجوز تبديل أحد اللاعبين الموجودين في الملعب بحارس المرمى بشرط أن يتم إخبار الحكم بذلك، ثم يتم التغيير في أثناء حدوث أي توقف للعب، وفي حال طرد أحد اللاعبين قبل تقديم قائمة أسماء الاعبين فإنه لا يُمكن إدراج اسمه ضمن القائمة المُقدمة، أما في حال طرده بعد تواجد اسمه في القائمة فإنه يُمكن تبديله بلاعب آخر دون احتساب هذا الإجراء كتبديل رسمي، أما في حال طرده بعد بدء المباراة فإنه لا يجوز تبديله بلاعب آخر، وفي حال دخول إي شخص غير اللاعبين الأساسيين فوق أرضية الميدان فإنه يجب على الحكم التدخُل لإبعاده خارج الملعب، ويُعتبر قائد الفريق هو الشخص المسؤول عن توجيه سلوك فريقه وهو لا يتمتع بأي مزايا خاصة في الملعب.

يوجد العديد من أنواع الأخطاء التي يتم ارتكابها في مباراة كرة القدم، وتختلف عقوبات هذه الأخطاء تبعاً للعديد من الامور كطبيعة الخطأ المُرتكب ومكان ارتكابه، ويتم احتساب ركلة حرة مُباشرة للفريق الخصم وتنفيذها من مكان وقوع الخطأ في حال ارتكاب أي من لاعبي الفريق لمُخالفة يرى الحكم بأن اللاعب قام فيها باستخدام القوة بشكل مُفرط ومُتهور وزائد عن الحاجة؛ كالقيام بمكاتفة لاعب الفريق الخصم، أو القفز عليه، أو ركله، أو حتى محاولة ركله، أو ضربه، أو محاولة ضربه، أو دفعه، أو عرقلته، أو القيام بمحاولة عرقلته، أو مهاجمته، أو مسكه، أو اعتراضه، أو البصق عليه، أو لمس الكرة بشكل مُتعمد وهذا الأمر الأخير لا ينطبق على حراس المرمى، وهناك نوع آخر من الأخطاء التي يتم ارتكابها فوق أرضية الميدان وهي تلك التي تستوجب منح الخصم ما يُعرف بضربة الجزاء وذلك عند قيام اللاعب بارتكاب أي من الأخطاء السابقة في أي جزء من منطقة الجزاء الخاصة بالفريق الخصم، وأثناء وقت استمرار اللعب.

 تعدُّ الضربات الحرة غير المُباشرة النوع الأخير من الأخطاء المُكتسبة للفريق الخصم؛ حيث يتم منح الفريق الخصم ركلة غير مُباشرة إذا قام حارس مرمى الفريق بإطالة وقت الاحتفاظ بالكرة بين يديه، أو قام برميها وإمساكها مرة أخرى قبل أن يلمسها لاعب آخر، أو أنه قام بمسك الكرة بيديه في تمريرها له بشكل مقصود من أحد لاعبي فريقه، كما تُحتسب هذه المخالفة في حالة إعاقة أحد اللاعبين لحارس المرمى بشكل يمنعه من تمرير الكرة التي بين يديه، أو ارتكابه لأي خطأ لم يتم ذكره في قوانين الركلات الحرة المُباشرة، كما قد يتم احتساب هذه المخالفة عند طرد أحد اللاعبين أو توقُف اللعب لسبب مُعين.
 يملك حكم المُباراة صلاحية إصدار أية عقوبات تأديبية كرد فعل على أي من الأخطاء المُرتكبة، حيث يُمكنه إشهار البطاقة الصفراء كتحذير لأحد اللاعبين الأساسيين أو البُدلاء، بينما يتم إشهار البطاقة الحمراء لطرد لاعب أساسي أو بديل من المباراة، فسلطة الحكم وصلاحيته في إشهار البطاقات لا تنحصر على اللاعبين الموجودين على أرضية الميدان أو حتى خلال وقت المباراة فقط؛ حيث إنه يستطيع إشهار مثل هذه البطاقات للاعبين البُدلاء أو الأساسيين وفي أثناء وقت لعب المباراة أو حتى بعد إطلاق صافرة النهاية ولحين خروج اللاعبين من الملعب، كما أن اللاعب قد يحصل على أي من هذه البطاقات في حال تعديه على أحد لاعبي الفريق الخصم أو أحد لاعبي فريقه أو حتى أحد أعضاء طاقم الحُكام.

تاريخ كرة القدم تعود جذور كرة القدم إلى العديد من الألعاب التي تم مُمارستها عبر التاريخ، وتتفاوت الروايات في أصول بعض هذه الألعاب ولكنها تبقى جميعها قائمة على شعور الناس بالسعادة لممارسة ركل الكرة ومنذ القِدم، ويُشار إلى أن أول أشكال هذه اللعبة يعود إلى القرنين الثاني والثالث قبل الميلاد، في شكل من أشكال التمارين العسكرية القائمة على مبدأ المضي قُدماً بالكرة من خلال استخدام القدمين فقط، وقد قام الصينيون من خلال أسرة هان الحاكمة بابتكار لعبة اطلقوا عليها تسو تشو، وهي قائمة على مبدأ ركل كرة من الجلد تحتوي على الريش والشعر بهدف إدخالها في شبك مُثبت على أعواد من الخيزران ودون استخدام الأيدي في اللعبة.

 ظهرت رياضة أخرى لركل الكرة في اليابان بعد مضي ما يقارب 500 إلى 600 عام، حيث قامت تلك اللعبة على مبدأ لعب الكرة بين مجموعة من اللاعبين الذين يقفون بشكل دائري ويحولون الكرة فيما بينهم بهدف منع ملامستها للأرض وقد أطلق اسم كيرامي على تلك اللعبة التي ما زالت قائمة لغاية الآن في الثقافة اليابانية، وقام اليونانيون القدامى بتطوير لعبة خاصة بهم، وفي العصر الحديث تُعتبر إنجلترا مهد انطلاق اللعبة الأكثر شعبية في العالم بشكلها الحالي، ويعود ذلك إلى ما قبل حوالي مئة عام وتحديداً في العام 1863م حيث قام كل من اتحادي كرة القدم وكرة قدم الركبي بتشكيل أول اتحاد خاص بكرة القدم في العالم، ليكون هذا الاتحاد أول مؤسسة خاصة برعاية رياضة كرة القدم.

تعليقات